أهمية الغذاء الصحي للتحصيل الدراسي

تشكل التغذية السليمة لطلبة المدارس دورًا مهمًا في تحصيلهم الدراسي خصوصاً أنهم بجميع المراحل في طور النمو ويبذلون مجهودًا ذهنيًا عاليًا، حيث يتلقى الطلاب بشكل يومي العديد من المعلومات الجديدة التي تحتاج لتركيز وطاقة ليتمكنوا من استيعاب المواد الدراسية المتلقاة يومياً، فضلاً عن الساعات الطويلة التي يقضونها في المدرسة، لذلك لا بد ان يحصل الطلبة على تغذية سليمة تسهم في توفير الطاقة الكافية لهم بهدف تحقيق افضل النتائج على الصعيد الدراسي، وكذلك الحفاظ على سلامة أجسادهم من السمنة أو لسوء التغذية، فالعقل السليم في الجسم السليم : «تلعب المدرسة الدور الكبير في تقويم السلوك الغذائي والصحي لدى الطفل والمراهق من خلال المقاصف والوجبة المدرسية المقدمة وتنظيم الوجبات الغذائية الرئيسية للطالب خلال فترة الدراسة مع تزامن الفصل الدراسي مع اشهر الصيف الحارة التي تعرض الطلاب لتحديات اكبر من خلال اللجوء لتناول المرطبات والمشروبات الغازية للتعويض عن الجفاف الناتج من شدة حرارة الطقس، وتأتي أهمية تقدیم الغذاء الصحي والمتوازن للطلاب ودورها الكبير في المساعدة على التحصيل العلمي وزيادة الاستيعاب والتفوق الدراسي». إن التعريف الصحيح والمثالي للغذاء الصحي والمتوازن لطلبة المدارس هو الغذاء المحتوي على كافة العناصر الغذائية اللتي يحتاجها هؤلاء الطلبة مع الأخذ بعين الاعتبار فترة النمو السريع التي يمرون بها والجهد المبذول في التحصيل الدراسي. يمكن تحقيق الغذاء الصحي المتوازن من خلال الحرص على تناول الوجبات المتكاملة غذائياً والابتعاد عن الاطعمة ذات السعرات العالية والقيمة الغذائية المنخفضة من الضروري تصحيح العادات الغذائية الخاطئة المنتشرة بين طلبة المدارس، والتي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على الحالة الصحية للطالب والتحصيل الدراسي، من اكثر العادات الغذائية الخاطئة انتشارا عدم تناول وجبة الإفطار، حيث اثبتت الدراسات ان الطلبة الذين لايتناولون وجبة الإفطار اكثر عرضة لقلة الانجاز الدراسي والتفاعل في الصفوف الدراسية، كما ارتبط عدم تناول وجبة الافطار بزيادة احتمالية التعرض للسمنة وامراض السكر وفقاً للعديد من الدراسات. وتحتوي وجبة الفطور المثالية على البروتين مثل البيض او الجبن للابقاء على مستوى سكر الدم مرتفعا لفترة اطول، بالاضافة الى الكربوهيدرات المعقدة (منتجات حبوب القمح الكاملة مثل الخبز الاسمر المصنع من القمح الكامل) التي تسمح بالشبع لفترة اطول ويستغرق هضمها وقتا اطول لاحتوائها على كافة العناصر الغذائية». هناك أخطاء شائعة حول الوجبة المدرسية، حيث تكون لدى بعض الطلبة عبارة عن أطعمة غير صحية تحتوي على السعرات الحرارية العالية مع انعدام القيمة الغذائية، بالاضافة الى الدهون المهدرجة ومالها من تأثير على الادراك والحالة الصحية للطالب مثل المشروبات الغازية، الكعك، الحلويات والشيبس، وما يفاقم استهلاك الطلبة لمثل هذه الاطعمة هو توافرها في مقاصف المدارس وعدم تواجد البدائل الصحية داخل المدرسة، لذلك من الافضل ان تكون الوجبة المدرسية متكاملة وصحية وتحتوي على الاحتياجات الغذائية للطالب كما هو الحال بالنسبة لوجباته الرئيسية، ومن الجيد ان تضم الوجبة المدرسية التالي: الحليب، الروب، اللبن، الفواكه، عصائر الفواكه الطازجة والخضار. من الامور التي يجب اخذها بعين الاعتبار هو شرب الكميات الكافية من الماء، والتركيز على شرب الماء ليس فقط لتفادي الجفاف وشدة ارتفاع درجات الحرارة خلال اشهر الدراسة بل للاسهام في زيادة استيعاب الطلبة، حيث ان هناك العديد من الدراسات التي اشارت الى ارتباط شرب الكميات الكافية من الماء مع ارتفاع القدرة على الاستيعاب والتركيز وتحفيز الذاكرة والفهم لدى الطالب لارتباط الماء ارتباطا شديدا بتركيبة الدماغ الذي يشكل 80 % من تركيبة الدماغ.